الإنسان في القرآن

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

بقلم: ذ.عبد الحق لمهى

 

 

 

حديث القرآن الكريم عن الإنسان حديث واسع وكبير. ويندرج ضمنه القصص القرآني، كقصة قارون الإنسان الذي أتاه الله مالا كثيرا، فكان سببا في كفره بالله وتكبره عليه ونزول غضب الله عليه حيث خسف به وبداره الأرض. ﴿ ۞ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَتَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾. ( القصص: 76)
لا شك أن تفاصيل القصة تناولتها كتب كثيرة منها كتب التفسير؛ لذا لن يكون هنا تفصيل وتوسيع للحديث حول هذه القصة القرآنية الفريدة من حيث موضوعها وأحداثها وما فيها من عبر ودروس.
يمكن إجمال القول حول القصة في أنها تعبير واضح وصريح عن حقيقة عمل المال في بعض النفوس الإنسانية خاصة تلك التي كانت بعيدة الصلة بربها كما الشأن مع قارون.
المال -كما جاء في القرآن الكريم -في واحدة من سماته أنه زينة الحياة الدنيا ولا أحد ينكر أنه قوام الحياة، قال تعالى ( اِ۬لْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ اُ۬لْحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنْي۪اۖ وَالْبَٰقِيَٰتُ اُ۬لصَّٰلِحَٰتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباٗ وَخَيْرٌ اَمَلاٗۖ (( الكهف، 45) بل إنه بتعبير الأصوليين من الضروريات الخمس التي تتوقف عليها حياة الإنسان، بحيث إذا فقد المال تعطلت معه الحياة.
السؤال الذي يطرح نفسه كيف السبيل لتملك المال دون أن يكون سببا للانحراف العقدي والسلوكي.
إن ما سبق ذكره، يعد وجها من وجوه الحديث عن الإنسان في القرآن الكريم، فلو شئنا التعرف على هذا الإنسان والاقتراب من صورة الحقيقية، لن يغنينا في ذلك سوى القرآن الكريم، وليس في هذا ما ينفي غيره من المصادر الأخرى التي قاربت موضوع الإنسان.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...