مرحلة الاغتيالات الحساسة

إيطاليا تلغراف

 

 

 

اعداد:د.نادين الكحيل
(استاذ مشارك دكتور في العلوم السياسية، كاتبة وباحثة سياسية)

 

 

 

تشهد مرحلة الحرب الاسرائيلية على غزة تحولاً استراتيجياً لجهة التكتيكات والعمليات العسكرية لجهة المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والاحداثيات المتعلقة بقيادات المقاومة، فلقد أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تنهي الحرب إلا بعد تحقيق أهدافها قائلا: ” نحن لن ننهي هذه الحرب قبل تحقيق كامل أهدافها: القضاء على حماس، وإعادة جميع مخطوفينا وضمان أن غزة لن تعود تشكل خطرًا على إسرائيل”، كما أشار الى القيام بعمليات تطهير بعض القضاء على الكتائب المقاومة.
لقد سمحت الفجوات الامنية لدى المقاومة من عمليات الاختراق، حيث نجحت اسرائيل بتوجيه البوصلة نحو استهداف قيادات عسكرية من الصف الاول ومنها على سبيل المثال لا الحصر: قصف مبنى ملحق للقنصلية الإيرانية في دمشق وإغتيال أحد أكبر القادة في فيلق القدس محمد رضا زاهدي ونائبه محمد هادي رحيمي وآخرين من الحرس الثوري الإيراني، استهداف صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس واثنين من قاد كتائب القسام في هجوم بطائرة مسيرة على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومؤخراً اغتيال فؤاد شكر القائد العسكري الاول في حزب الله بنفس الطريقة.

كما تشكل عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في طهران فجر 31/7/2024 عملية إستخباراتية دقيقة، عبر إنتقاء إستراتيجي لقيادات محور المقاومة.
يتزامن ذلك، مع الضغط الداخلي الاسرائيلي المعارض والغليان الشعبي الذي يطالب بعزل نتنياهو وإجراء إنتخابات مبكرة وعقد صفقة تبادل أسرى، لذا يحاول نتنياهو تحقيق إي إنجاز عبر الاغتيالات الحساسة لقيادات حماس والقسام، وذلك بعدما أصبح خبر إعدامه السياسي أمر واقعاً، فمع دخول الحرب “المرحلة الثالثة” والتي تركز على عمليات القتل والاغتيالات الممنهجة بصورة أكبر والمستندة إلى معلومات استخبارتية دقيقة، عوضاً عن التوغل البري المكلف للجيش الاسرائيلي، حيث تسعى اسرائيل في هذه المرحلة الاخيرة الى إحراز أي انجاز أو استحقاق بالتزامن مع الضغط العسكري في الجبهة الشمالية وتزايد الضغط الدولي على اسرائيل بوقف العدوان واتمام صفقة تتضمن “تبادل الاسرى، وقف اطلاق النار الدائم، وإعادة إعمار غزة”.

يترافق ذلك مع تخوف دولي من توسع رقعة الحرب والدخول مرحلة الحرب الشاملة التي ستكون مكلفة للجميع، لذا يشتد الحراك الدبلوماسي في جميع الاتجاهات للحد من عمليات التصعيد العسكري ولجم التدهور الحاصل، ولكن وفق التقديرات العسكرية والمؤشرات السياسية والاستراتيجية بأن عملية اغتيال نتنياهو باتت قاب قوسين أو أدنى، فلقد دخلنا مرحلة الاغتيالات الحساسة.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...