ذ.عبد القادر الفرساوي
في ليلة من ليالي الصيف الساخنة، اشتعلت الأخبار بعمليتي اغتيال نفذتهما إسرائيل بحقّ فؤاد شكر في لبنان وإسماعيل هنية في إيران، مما أثار توتراتٍ جديدة في المنطقة. يبدو أن بنيامين نتنياهو، طامحاً لجذب انتباه العالم، قد ألقى بمنطق الدبلوماسية إلى الرياح وانتهج سياسة الإجرام بكل جرأة وتصميم.
عمليات الاغتيال هذه ليست مجرد عمليات عسكرية، بل هي رسائل سياسية تُعبّر عن استراتيجية إسرائيل في المنطقة. إذ تأتي تلك العمليات في سياق تصاعد التوترات بين القوى الإقليمية، وتكشف عن ثقافة القتل التي تحكم سياسات الدولة الإسرائيلية. فمن الذي يمكن أن يفهم هذه اللغة إلا من خلال عدسة السخرية؟
إن الحق في الحياة هو حق أساسي لكل إنسان، بما في ذلك الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يعيش تحت وطأة الحصار والقصف المتواصل. كيف يمكن لأي ديمقراطية أن تبرر قتل الأطفال والنساء والشيوخ تحت ذريعة الدفاع عن النفس؟ هل هذا هو الأمن الذي تسعى إليه إسرائيل؟
تعتبر إسرائيل نفسها دائماً مستثناة من القوانين الدولية والأخلاقيات الإنسانية، فتعتبر كل ضربة جوية قتل فيها قيادي من حركة مقاومة أو فلسطينياً لا يحق له الحياة. يبدو أن نتنياهو وفريقه يعتقدون أن تقديم التضحيات البشرية هو السبيل الوحيد لتأمين مصالحهم السياسية.
المجتمع الدولي يشهد على دمار غزة ويستنكر بحزم العمليات العسكرية الجائرة التي تستهدف السكان المدنيين والبنية التحتية الحيوية، لكن التنديد لا يكفي. ماذا ينتظر العالم ليتخذ إجراءات فعالة لوقف هذه المأساة؟
السخرية الدولية تتجه نحو إسرائيل التي تدعي الدفاع عن نفسها بوحشية لتبرير سياساتها القاتلة. ليس من العدل أن تستمر إسرائيل في استهداف المدنيين الفلسطينيين وتقوم بأعمال عدوانية تنم عن ثقافة القتل التي لا تحترم حقوق الإنسان الأساسية.
الردود القاسية المحتملة من حلفاء إيران والمجموعات التي ينظر اليها البعض متمردة قد تجعل الوضع يتحول من توترات محلية إلى حرب إقليمية، ما يشكل خطراً جدياً على الاستقرار في الشرق الأوسط.
على العالم أن يتحرك بسرعة وبحزم لمنع المزيد من الدمار والمأساة في غزة والمناطق المحيطة بها. يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في سياساتها العدوانية وأن تبدأ في التفكير بحقيقة أن السلام لا يمكن بناؤه على الدمار والقتل، بل يجب أن يكون على أساس العدل والمساواة و الانسحاب من الاراضي الفلسطينية.