السيدة الأولى

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

ذ.محمد كندولة.

 

مما لا شك فيه أن الإسلام هو المحرر النموذجي للمرأة ، والممكن لها في السياسية والتربية والتعليم والاقتصاد ،بل إن النبي صلى الله عليه وسلم ، وثق في عقل المرأة وتدبيرها، فاتخذها عونا وظهيرا، فهذه أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، خير مثال في المساندة والمآزرة في محن شتى ، وفي منح أكثر واوفى، فلقد ساهمت بمقدراتها المالية ،ومواهبها العقلية ،في وضع اللبنات الأولى للإسلام ،قبل البعثة وبعدها، فكانت تستحق وبجدارة لقب السيدة الأولى ،والمساهمة الفذة، في الشأن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، فكانت نعم النصير، وسيدة التدبير والتسيير، والمرجع الموثوق في الإستشارة والعمارة، وكل هذا راجع لفهم وإدراك سيد البشرية صلى الله عليه وسلم لهذه الميزات في أم المؤمنين. ونفس الشيء، ومثل الكلام يقال عن أمنا عائشة رضي الله عنها ،الشريفة بنت الشريف، والصديقة بنت الصديق ، الفقيهة و العالمة و الشاعرة، و الواعية بكل صنوف الشرائع والذرائع، وكل المصالح والمفاسد ، ولا ننسى مستشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم سلمة رضي الله عنها ، التي أفتت في أكبر عصيان مدني وعسكري ،حينما اتخذ رسول الله قرار الصلح مع قريش في الحذيبية ، والحقيقة أن نساء النبي رضي الله عنهن ، كلهن لهن حظوظ وإسهامات في تأسيس الدولة الإسلامية ، بل وكل نساء الصحابة الكرام ، لهن حضور في تأييد وتحفيز أزواجهن على الاجتهاد و الجهاد ، الشيء الذي يؤكد الحقيقة الأولى التي قررناها في بداية هذا المقال ، وهي أن الإسلام هو الدين الذي حرر المرأة وأحلها المكانة المناسبة لتساهم في هذا الخير كله.

لكن بعد ذلك وقع أن تراجع الناس، أمراؤهم و وعلماؤهم وخاصتهم وعامتهم ، عن هذه المعاني ، ونزلوا عن شموخ المباني ، وحولوا مقام المرأة من الصفوف الأمامية ،إلى المغارات الخلفية ، من المراكز المنيرة، الى الكهوف المظلمة ، وذلك بعقلية البداوة ، التي تعطي للرجل الدور الأول في الظهور والبروز، وتعطي للمرأة الدور الخلفي في الاختفاء والتستر، ففارقت الشأن السياسي ، الشيء الذي جعلها تساهم سلبا ومن وراء الكواليس في انحطاط الأمة الإسلامية عبر التاريخ ، فكما كان لهن نصيب في تأسيس وبناء وازدهار الدول والإمارات ، أصبح لهن نصيب في سقوطها، وذلك بتدخلهن في شؤون الحكم بنشر الصراعات والحزازات، من خلفيات السدات الحكمية ، كما نشر بعضهن كما جاء في التواريخ شرقا و غربا ، الفساد و الانحلال ، وكمثال على ذلك ولادة بنت المستكفي والتي كانت تقول شعرا تتبج فيه قائلة:
وأمكن عاشقي من صحن خدي
وأعطي قبلتي من يشتهيها.
هكذا وبدون مبالاة بأخلاق المجتمع ،والشريعة التي تحكمه.
كما كان للنساء النصرانيات المتزوجات من الأسر الحاكمة دور بارز في فساد الأمة العربية والإسلامية ،ففشت المآمرات والاغتيالات الشيء الذي كان سببا حاسما من اسباب سقوط عواصم إسلامية ، وصروحا حدودية كانت تضمن للأمة السلم و السلام.
فعودة الى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لتصحيح المسارات وتحسين الاختيارات خاصة فيما يتعلق بقضية المرأة والأسرة المسلمة.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...