المصطفى سلمى ولد سيدي مولود
قيادي سابق في البوليساريو ولاجئ سياسي في موريتانيا
“لقد قلت، منذ اعتلائي العرش، أننا سنمر في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف” الملك محمد السادس.
ج- الفرصة الضائعة
خلال قمة منظمة الوحدة الأفريقية المنعقدة في نيروبي (26 جوان 1981)، عبر الملك الراحل الحسن الثاني عن موافقة المغرب على اقتراح لجنة الحكماء الافارقة القاضي بإجراء استفتاء في الصحراء تحت رقابة دولية كحل للنزاع.
و كانت تلك الموافقة سببا في سجن المرحوم “بوعبيد” الذي اعلن معارضته قبول فكرة الاستفتاء من الاساس.
أربع سنوات بعد ذلك و من على منصة الامم المتحدة جدد الوزير الأول المغربي “محمد كريم العمراني” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 أكتوبر 1985 بإسم الملك الراحل الحسن الثاني، قبول المملكة المغربية إستفتاء تقرير المصير في الصحراء، و التزامها باحترام نتائجه.
حينها قرر الأمين العام للأمم المتحدة “خافيير بيريز دي كويلار” بالتعاون مع منظمة الوحدة الأفريقية، إرسال بعثة مساع حميدة للبحث عن حل لمشكلة الصحراء.
وقد توصلت البعثة إلى مقترحات للتسوية قـُبلت في 30 أغسطس1988 من طرف المغرب وجبهة البوليساريو.
و على ضوء تلك التفاهمات و ما تلاها من مناقشات، سيصدر مجلس الأمن قراره رقم (1991/690) في 29 أبريل 1991 المؤسس لبعثة “المينورسو” التي ستشرف على إجراء إستفتاء تقرير المصير في الصحراء في غضون (6) اشهر من سريان وقف إطلاق في 6 سبتمبر 1991.
النقاشات التي تلت قبول جلالة الملك الراحل الحسن الثاني اجراء استفتاء في الصحراء (1981)، أخذت وقتا طويلا (10 سنين) قبل ان تتجسد في خارطة طريق و خطة عمل
أشرفت على تنزيلها بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، بدءا من سريان وقف إطلاق النار في 6 سبتمبر 1991.
عشر سنين كانت أكثر من كافية لتحضير هيئة ناخبة لا يتجاوز تعدادها (43000) فرد معزولة عن أي تأثير خارجي، فلا إتصالات هاتفية و لا هوائيات و لا تواصل بينهم و بين من في البوليساريو.
(43000) شخص موزعون على اربع تجمعات ترابية على رأس كل واحدة منها عامل تحت سلطته إدارة ترابية متكاملة من “خليفة” حتى “باشا”، خصصت لها وزارة متفردة بها (وزارة الشئون الصحراوية) منذ عام 1977 من أجل تركيز جهود تنميتها و إعادة إدماجها في نسيج الوطن الأم، صرفت عليها ملايير الدولارات، و تدبر شئونهم مجالس محلية، الاصل ان اعضائها منتسبون لاحزاب سياسية تقوم بدور الوساطة المجتمعية و السياسية،تؤطر الناس و ترسخ فيهم قيم المواطنة.
تشابهت مرحلة التحضير للإستفتاء و مرحلة “صلح الحديبية” في المقاصد (الصلح خير)، وعدد السنين و تطابقت معارضة “بوعبيد” فيها مع معارضة “عمر” في مبدأ التنازل عن الحق.
و كما كانت نتيجة “صلح الحديبية” “إذا جاء نصر الله و الفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا…”كانت نتيجة الاستفتاء ستكون فتحا مبينا للمغرب، و نهاية للنزاع حول الصحراء، لو أحسن التدبير.
…يتبع….