عبد الله مشنون.
بريدة المملكة العربية السعودية.
حين وطأت قدماي أرض مدينة البريدة، شعرت كأنني انتقلت إلى زمن أصيل، يحمل في طياته عبق التراث وحلاوة الحياة البسيطة. كنت قد أتيت إلى المملكة العربية السعودية في رحلة عمرة شتوية، حيث قضيت أياما روحانية في الحرمين المكي و المدني، بين الطواف والسعي والدعاء، وعندما أكملت المناسك وأديت شعائر العمرة، قررت أن أستغل بقية الوقت لاكتشاف بعض مناطق المملكة التي طالما سمعت عنها.
كانت زيارتي إلى بريدة واحدة من تلك المحطات التي لطالما أثارت فضولي. هناك، وجدت نفسي في ضيافة أسرة كريمة، أسرة فهد السمحان، التي استقبلتني وكأنني أحد أفرادها. تجسد هذه الأسرة أسمى معاني كرم الضيافة وشهامة السعوديين، بما في ذلك دفء الترحيب والبشاشة التي رافقت كل لحظة قضيتها معهم. أدركت منذ البداية أن هذه الرحلة لن تكون مجرد زيارة عابرة، بل تجربة مليئة بالدروس والقيم التي ستبقى عالقة في ذهني.
منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها بيت فهد السمحان، رأيت كرم الضيافة وشهامة أهل بريدة ،شعرت بحفاوة لا توصف. استقبلوني بابتسامات دافئة وكلمات ترحيب صادقة، وكأنهم ينتظرون قدومي منذ زمن بعيد. كانت المائدة عامرة بأشهى الأطباق التقليدية التي تحمل نكهة بريدة، ولكن لم يكن الطعام وحده ما يملأ المكان، بل كانت القلوب الكبيرة والابتسامات الصافية التي ترافقه، تضفي على اللحظة دفئا يصعب وصفه.
لم يكن كرمهم مجرد مظاهر، بل شعرت أنه ينبع من قناعة راسخة، من تقاليد متجذرة في هذه الأرض الطيبة. آل السمحان يمثلون روح بريدة الحقيقية، المدينة التي تُعرف بين المدن السعودية بأنها رمز للكرم وحسن الضيافة. لمست في حديثهم واهتمامهم بي قيما أصيلة، تعكس التراث الغني لهذه البقعة المباركة من المملكة.
ليس غريبا على أهل القصيم وأهل بريدة، أن تجد بيوتهم مفتوحة لكل عابر سبيل، يرحبون به كأنه فرد من العائلة. هذا الكرم اللامحدود، الذي لا ينتظر مقابلا، كان أشبه برسالة حضارية تعكس أخلاق مجتمع تربى على احترام الضيف وحسن استقباله.
رجال بريدة يتحلون بالشجاعة والشهامة، تراهم في حديثهم وأفعالهم صورة حقيقية للنبل والأصالة. أما نساؤهم، فهن رمز للحشمة والوقار، يضفن بوقارهن بعدا آخر لجمال الحياة في هذه المدينة. هذا التوازن بين الرجولة والحياء، بين الشهامة والكرم، يجعل من بريدة نموذجا مشرقا للترابط والتقاليد الرفيعة التي نادرا ما نجدها بهذا الصفاء والصدق.
لكل دولة عاصمة وبريدة عاصمة التمور، في كل زاوية من بريدة، تفوح رائحة التمور الطازجة، كأنها أنفاس الأرض تشهد على حكايات جيل بعد جيل. إنها ليست مجرد مدينة، بل هي عاصمة التمور، موطن الخيرات وأرض الأيادي الكادحة التي تتناغم مع النخيل وكأنها تعزف سمفونية الزمن.
علمتُ، وأنا أتجول بين طرقات هذه المدينة، أن هناك مهرجان التمور السنوي يُقام في فصل الصيف، عندما تبلغ الشمس ذروتها، ويصبح التمر ناضجا كأحلام المزارعين التي ترى النور. تمنيت لو كان بإمكاني أن أحضر هذا المهرجان، لكن زيارتي كانت شتاء، حيث النخيل يتهيأ لدورة جديدة من العطاء.
وعند تواجدي في بريدة الجميلة تعرفت على شاب متميز من بين الكفاءات التي تزخر بها مدينة بريدة البهية السيد عبد السلام الذي ابى الا ان يعرفني بمؤسسة نواتي للتمور حيث تجد كل انواع التمور الذيذة الفاخرة والمتنوعة والذي اتار انتباهي كونه يقدم منتوجه بطرق حضارية ويواكب التقدم الحاصل في ميادين التسويق والتعريف بالمنتوجات .
تذوقت في محله بمؤسسة نواتي تمر السكري مفتل ملكي ومفتل سبيشل وسكري مفتل فاخر ومجدولنوادر وصقعي نوادر وانواع اخرى لم يسبق لي ان تذوقتها حتى تذوقتها بمحل نواتي للتمور طبعا القهوة العربية السعودية كانت حاضرة بقوة .
وانني ومن هذا المنبر ادعو كل الزائرين لمدينة البريدة ولعشاق التمور الفاخرة بكل انواعها ان يزوروا محل نواتي الذي يديره السيد عبد السلام لكل من يريد التواصل مع محل نواتي:
966593240004
966593240004
[email protected]
https://salla.sa/www.nwati1.com
https://www.instagram.com/nwati.1/
https://www.snapchat.com/add/nwati.1
محل نواتي يقدم أفضل وأجود أنواع التمور بعناية فائقة لكل عشاق ومحبي التمور. .
ومع ذلك، لم تُحرم مخيلتي من السفر إلى تلك الأجواء، فقد حكى لي الأهالي عن المهرجان بحماس لا يوصف، وكأنهم ينقلون لي شعور الانبهار ذاته الذي يعيشه الزوار. رأيت من خلال كلماتهم صورا لأكشاك تفيض بالتمر الفاخر، لأطفال يلعبون بجوار الأهل، ولتجار ينادون بأصوات دافئة تملأ المكان بالحياة.
وفي إحدى الأمسيات، أروني مقاطع فيديو من مهرجانات سابقة. بدا المشهد أشبه بلوحة فنية، حيث تتراقص ألوان التمور مع ضوء الشمس، وحيث تجتمع العائلات على أصوات الأحاديث والضحكات. أدركت حينها أن مهرجان التمور ليس مجرد سوق، بل هو احتفال بالهوية، قصة يرويها التمر عن جهد المزارعين، ودفء العائلات، وكرم المدينة.
في بريدة، التمور ليست مجرد محصول، إنها رمز للحياة، للجهد، وللعلاقة المتينة بين الإنسان والأرض. هي كنز لا يُقدّر بثمن، تتباهى به المدينة، تماما كما يتباهى أهلها بكرمهم وشهامتهم.
ما يميز بريدة هو حفاظها العميق على تراثها الأصيل وسط زخم التطور الحديث. إنها مدينة تتنفس الماضي، بينما تمضي بثقة نحو المستقبل. خلال جولتي، وقفت أمام مساجد قديمة أخبروني أنها بُنيت بالطين منذ أكثر من 150 عاما، جدرانها تشهد على قصص أجيال تعاقبت وتركت بصمتها على هذه الأرض المباركة. هذه المساجد ليست مجرد مبان صامتة، بل هي شواهد نابضة، تحكي تاريخا مليئا بالإيمان والعطاء.
وفي كل زاوية من البريدة، تجد رمزا حيا يعبر عن التقاليد الراسخة لهذه الأرض. سواء في ملابس شبابها الذين يتمسكون بهويتهم الأصيلة، أو في ولائهم العميق لولاة أمرهم. لم يكن غريبا أن أسمع عن زيارات ملوك المملكة المتكررة لهذه المدينة وأهلها، حيث يجدون فيها ولاء لا مثيل له، ومؤازرة بالنفس والنفيس. هذا الحب العميق والانتماء المتبادل بين القيادة والشعب يعكس قوة التلاحم والاحترام المتبادل، الذي يجعل من بريدة رمزا للأصالة السعودية.
بريدة ليست فقط مدينة تحتضن التراث، بل هي قصة متجددة تعيد كتابة التاريخ في كل لحظة، حيث تتناغم القيم الراسخة مع طموحات الحاضر، في مشهد يعكس قوة الانتماء وروح الهوية.
لا يمكنني أن أتحدث عن بريدة دون الإشارة إلى ذلك الشعور العميق بالأمن والأمان الذي رافقني في كل خطوة خطوتها. منذ اللحظة التي وطأت فيها هذه الأرض، أحسست وكأنني في حضن دافئ يحميه استقرار لا يتزعزع. شوارع بريدة كانت نظيفة كصفحة بيضاء، تعكس روحا من النظام والاهتمام، وناسها طيبون، يتبادلون التحايا بابتسامات صادقة تُشعرك أنك بينهم واحد منهم.
الجو العام كان مشبعا بالسكينة والراحة والطمأنينة، كأن المدينة نفسها تهمس لك أن لا شيء هنا يدعو للقلق. هذا الشعور بالأمان لم يكن وليد الصدفة، بل أكيد هو ثمرة جهود متواصلة من قيادة حكيمة حرصت على جعل الأمن جزءا لا يتجزأ من حياة كل مواطن وزائر.
ولعل أجمل ما في هذا الشعور أنه لا يقتصر على بريدة وحدها، بل هو سمة مميزة لكل مدن المملكة. في كل زاوية من القصيم، وفي كل مدينة من مدن السعودية، تجد نفس الأجواء من الطمأنينة التي تمنحك حرية الاستمتاع بجمال المكان وأصالة الإنسان.
السعودية ليست فقط موطنا للأمن الجسدي، بل هي أيضا موطن للأمان النفسي، حيث يجد الزائر فيها مجتمعًا متماسكا، يحمل قيما راسخة، وينبض بروح الترحيب والانفتاح على الآخرين. إنها بحق واحة للأمان في عالم يفتقد الكثير من هذا السلام.
كانت زيارتي إلى بريدة أكثر من مجرد رحلة؛ كانت نافذة إلى عالم من القيم الإنسانية النبيلة والدفء الذي يعجز الوصف عن احتوائه. في هذه الأرض المباركة، لا تشعر أنك غريب، فالناس هنا يتقنون فن الضيافة بمهارة فطرية، وكأن الكرم يسري في دمائهم، وحسن المعشر يزين حياتهم اليومية.
وأنا أغادر هذه المدينة، كان قلبي مثقلا بمزيج من الامتنان والحنين. لا أستطيع نسيان حفاوة أسرة آل السمحان، تلك الأسرة التي جسدت لي أجمل معاني الكرم والشهامة. في كل لحظة قضيتها معهم، شعرت أنني بين أهلي، بين قلوب ناصعة البياض.
مدينة بريدة ستبقى في ذاكرتي عاصمة للتمور، لكنها بالنسبة لي أيضا عاصمة للإنسانية. تلك الأسواق التي تفوح برائحة التمور الطازجة، والمساجد الطينية التي تنطق بعبق التاريخ، والأزقة التي تحمل في تفاصيلها حكايات الأجداد، كلها ستظل محفورة في قلبي كصفحات من كتاب مليء بالإلهام والجمال.
هنيئا لهذه الأرض بأهلها، وهنيئا لأهلها بهذا التراث الأصيل الذي يضيء حاضرهم ومستقبلهم. أعود إلى دياري وأنا أحمل بين أضلاعي شوقا لا يوصف لهذه المدينة، ولتلك القلوب التي علّمتني أن الكرم ليس مجرد فعل، بل هو أسلوب حياة يُعبّر عن جوهر الإنسان وأصالته.