تقرير الجلسة الافتتاحية لبرنامج سفراء المكارم 3-دورة الكرامة

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

التقرير من انجاز :أحمد الإدريسي: استاذ وباحث في المالية والاقتصاد الإسلامي
 إبراهيم بايزو: أستاذ وباحث في علم الاجتماع.

 

 

انطلقت يومه الخميس 30 يناير/كانون الثاني2025، فعاليات النسخة الثالثة من برنامج سفراء المكارم؛ “دورة الكرامة”، والتي ينظمها المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري، وذلك بشراكة مجموعة من المؤسسات البحثية والمراكز التدريبية والهيآت العلمية العالمية.
وقد جاءت كلمات الجلسة الافتتاحية كما يلي:

1-استهل الأستاذ توفيق حماس؛ منسق دورة “الكرامة” الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيبية خص بها الشركاء وضيوف الشرف والجهات الداعمة وكل المشاركين المسجلين في هذه الدورة. كما خص بالشكر كل من ساهم في رعاية مشروع سفراء المكارم منذ انطلاقه. ثم ذكَّر بالدورتين السابقتين، وأهدافهما ونتائجهما. وأشار إلى أن هذه الدورة: دورة “الكرامة” ستشهد 25 محاضرا، ومشاركين من 50 جنسية. حيث سيكون المشاركون على موعد مع ورشات نظرية وتطبيقية تساهم في نشر القيم والسلوكيات الإيجابية من أجل بناء عالم إنساني متراحم. ودعا في الأخير لضرورة تظافر الجهود، والتنسيق مع الغيورين والفاعلين للنهوض بالقيم الإنسانية.
2-أما السيد رئيس المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري الأستاذ: محمد حمداوي فقد استهل كلمته بالترحب بالشركاء والمساهمين في فعاليات الدورة وضيوف الشرف وكل المشاركين. وأكد على أن الكرامة هي ما يميز الإنسان كونها أساس القيم ومصدر المساواة. وأنه يجب أن نساهم في حلحلة مشكل القيم في مجتمعاتنها، الذي يتمثل في “الفجوة بين القرارات والتوصيات النظرية وبين التطبيق”. وعليه -يقول رئيس المركز- “يجب أن نسهم جميعا في ترسيخ مفهوم الكرامة”. ولذلك جاءت فعاليات دورة الكرامة لبناء الفهم العميق لقيمة الكرامة المستمدة من ديننا الحنيف ومن القيم الإنسانية المشتركة.
وفي الأخير دعا المشاركين ليكونوا سفراء حقيقيين للكرامة، وشكر الجميع على تلبية الدعوة.
3- بعد التحية والتقدير من جميع الشركاء والمساهمين وضيوف الشرف لهذه الدورة لجهود المركز وتميز فعالياته، جاءت كلماتهم ضمن الجلسة الافتتاحية كما يلي:
أوضح الدكتور ماجد أبو غزالة؛ عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي بماليزيا في مستهل كلمته أن المركز يطرح مواضيع متميزة، وموفق في اختيار الشركاء المساهمين، ويتمنى أن ترقى المواضيع بمستوى الواقع واستشراف المستقبل. وأكد أن المعهد العالمي للفكر الإسلامي له إرث إسلامي كبير وبلغات وثقافات متنوعة، ويسعى إلى التعاون مع المركز.
أما الدكتور نور الدين خادمي من تونس فبين في كلمته دلالات كلمة “الكرامة”، وأنها كلمة علمية وكونية، وأنه ينظر إلى هذا القيمة بثلاث زوايا:- من زاوية الخلق والإنشاء، – من زاوية التككليف والابتلاء، – من زاوية البعث والجزاء.
ومن جهته قال الدكتور الداتو البرف ذو الكفل من ماليزيا: أن الإسلام يدعو إلى القيم، وقدم لها أمثلة من السيرة النبوية الشريفة، ودعا إلى وجوب الاقتداء بها، ومنها: العدل والكرامة والمساواة والرحمة.

وعن كلمة باسم “الائتلاف العالمي للأخلاق والقيم الإنسانية”: أشار الأستاذ عبد الحكيم حجوجي إلى حسن اختيار المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري لقيمة الكرامة موضوع الدورة، لأنها قيمة مرجعية أصيلة، منها تخرج باقي القيم، وأكد على ضرورة توفر شروط ومعايير لتحقيق الكرامة الإنسانية ولكل شعوب العالم لأن “الكرامة ثمرة سلوك راق”.
ولأن القيم أساس التغيير وموضوع مشاريعه، قال الدكتور بدر الدين زواقة من الجزائر في كلمته: “إن التغيير والإصلاح الاجتماعي هو ديداننا، وأن التغيير بالمشاريع وبالقيم هو الأسلوب الناجح. وأن المجتمع تحكمه قوانين أو أعراف لكن ينبغي أن تلتزم العدل والإحسان والحرية والكرامة.”
و لأجل ترسيخ قيمة الكرامة، ورسم الخطوات العملية لضمان حضورها في وتطبيقها في الأسر والمجتمعات، اعتبر الدكتور زكرياء السرتي عن مركز ضياء للمؤتمرات والأبحاث من المغرب في كلمته: “أن هذه الدورة فرصة لتعاون بين الجميع.

ولأن قيمة الكرامة هبة وعطاء من الله تعالى، وهي جبلة ومكون فطري، وأنها أيضا قيمة إنسانية ومسؤولية أخلاقية، ومنَّة إلهية: نبه من جهة أولى الدكتور فؤاد هرجة من المغرب على: “أهمية تجديد سؤال القيم على الغرب الرسمي خاصة”. وأبرز من جهة ثانية الدكتور يوسف القسطاسي -من المغرب- سؤال الكيف؟ كيف نحفظ الكرامة، ونحقق للإنسان الحياة الكريمة.
ولأن “الكرامة أيضا هي جوهر الإنسان، فقد أورد الدكتور هشام لبابيدي من لبنان “مثالا واقعيا أثبت فيه “أن القيم لا تنهزم” من خلال ثبات وتضحيات أهل غزة لصون كرامتهم. وأنه يجب احترام الآخرين والتعامل معهم بالعدل والإحسان.” وبأننا -تقول الأستاذة سعدية الولوس من المغرب-: “نحتاج إلى مثل هذه المبادرات، ولتستفيد منها، والوقوف مع القيم، وأن غزة أعطت درسا بليغا على الإنسانية والكرامة.”

وفي كلمتها الافتتاحية أكدت الأستاذة رجاء جبوري أن: “الكرامة ضرورة لتحقيق التراحم والتعاطم ومد العون للآخرين”، وذكرت الحاجة أن نكون جميعا متراحمين لتعزيز هذه القيمة في كل خطواتنا وأعمالنا. وعبرت على اعتزازه بهذه الدورة ومشاركته في هذا الفضاء العالمي المفتوح، والذي يهدف إلى تعزيز وترسيخ القيم والأخلاق.” أضافت الأستاذة خديجة صالح من تونس: أن “احترام كرامة الإنسان هو السبيل إلى ضمان السلم والاستقرار، وتجنب الصراعات. فكان لائقا إذن -تقول الدكتورة لطيفة لهروج من الجزائر-: أن يكون شعار الكرامة لهذه الدورة، “لأن الكرامة مطلب كل العالم من أجل عالم متراحم، وأن تكون على جميع المستويات بهدف تعزيز وترسيخ القيم والأخلاق.”
وأما الأستاذة علياء شاكر من تركيا، فقد حذرت من فقد الكرامة لأنه بفقدانها يفقد المجتمع المبادئ والأخلاق؛ حيث “لا كرامة بدون التزام بالمبادئ”. كما أن “الكرامة أساس الحياة الإنسانية. من أجل أن يعيش المجتمع حياة تسودها الساواة والتراحم يقول الدكتور رضوان بوسنينة المغرب.

وعن موقع منار الإسلام، أوضح الأستاذ عثمان غفاري من المغرب في كلمته أن منظومة القيم صارت تعاني من اختلالات، وسادت في المجمعات الصراعات والمذهبية، وطغت المادية. فوجب على الكل صون الكرامة ونشر القيم النبيلة. وقد وافقه الدكتور ياسر أحمد العجلوني؛ من الأردن في كون “الكرامة مسؤولية جماعية، وأن الكل مسؤول عن تعزيز التواصل وصون الكرامة ونشر القيم النبيلة وحفظ كرامة الإنسان.” وأضاف الأستاذ غفاري مساهمة موقع منار الإسلام واستعداده التعاون في صون القيم من خلال مشاريع توعوية عملية.
ومن أرض الكرامة والعزة أكد المستشار أمجد علي الخضر -عن دار الوساطة والتحكيم الفلسطينية-كسابقيه في كلماتهم على ضرورة صون الكرامة ونشر القيم النبيلة وحفظ كرامة الإنسان، وتعزيزها في المجتمعات، وأن انتهاك حقوق الإنسان دليل على غياب العدالة الإنسانية، وغزة وفلسطين خير شاهد.
وبدوره بيَّن الدكتور إبراهيم أحمد مهنا -من الكويت- كيف أن التكريم الإلهي هو أساس كل الحقوق، وركز على التراحم، وعلى الحياة الكريمة للإنسانية.
وختاما؛ لقد أثنى المتدخلون في هذه الجلسة الافتتاحية على الدورة وعلى موضوعها وشعارها، وأجمعوا على استجابتهم الجادة والفاعلة لدورة “الكرامة” باعتبارها قيمة إنسانية ومسؤولية أخلاقية يشترك فيها كل النخب والمثقفين والمسؤولين والمهتمين. كما أجمعوا على أن غزة قدمت نموذجا حيا للتضحية من أجل حفظ الكرامة.
وختم السيد المسير بتجديد الترحيب والشكر للجميع، ومتمنياته للجميع بالتوفيق في أشغال هذه الدورة، ثم تفضل بعرض برنامج الدورة.

إيطاليا تلغراف

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...