مأساة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية خاصة الأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس.

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

بطرق مختلة وبعذابات شتى، يزيد السجان الإسرائيلي من مأساة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة الأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس، الذي دخل في وضع صحي خطير للغاية، مع مرور 72 يوما على إضرابه، حيث أكد رئيس نادي الأسير أن كافة المعتقلات تتجه حاليا نحو خوض إضراب مفتوح عن الطعام، رفضا لإجراءات الاحتلال التنكيلية.

ولا يزال الأسير الأخرس (49 عاما) يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام، رفضا للاعتقال الإداري، رغم التحذيرات الطبية، من تعرضه للموت، حيث يصر على الاستمرار في المعركة حتى النصر أو الشهادة حسب رسالة بعثها مؤخرا من على سرير المرض.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، إن الأسير ماهر الأخرس في وضع صحي يزداد خطورة يوما بعد يوم، في ظل رفضه تناول أي مدعمات وإصراره على مواصلة إضرابه لحين الاستجابة لمطلبه بالإفراج الفوري عنه.

وقد حذر أبو بكر من خطورة وضع الأسير الأخرس، لافتا أن استمرار تعنت الاحتلال برفض مطالبه واستمرار إضرابه قد يؤدي إلى تلف في القلب أو العينين أو الأذنين بعد رفضه تناول المدعمات.

يشار إلى أن هذا الأسير الفلسطيني تعرض منذ أن أعلن عن بدء الإضراب طلبا للحرية، للعديد من العذابات، تمثلت في نقله المتكرر من سجن لآخر بهدف إرهاقه، قبل أن ينقل بسبب وضعه الصحي الخطر إلى أحد المشافي الإسرائيلية.

ويذكر أن الأسير ماهر الأخرس من مواليد أغسطس عام 1971، في بلدة سيلة الظهر في جنين، وهو أب لستة أبناء أصغرهم طفلته تُقى، وتبلغ من العمر ستة أعوام، وكان يعمل قبل اعتقاله في الزراعة، وسبق وأن اعتقل مرات سابقة بأحكام إدارية.

وفي السياق، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن إدارة معتقل “الدامون” نقلت الأسيرات الأربع (أنسام شواهنة، وأماني الحشيم، وليان كايد، وشروق دويات) من غرفة الحجر إلى الغرف العامة في القسم، وذلك بعد أن أنهين فترة الحجر الصحي الاحترازي.

وكانت إدارة معتقل “الدامون” قد عزلت الأسيرات الأربع نهاية شهر سبتمبر الماضي، بعد مخالطتهن لأحد الممرضين الذي تبين لاحقاً إصابته بفيروس “كورونا” حيث تم أخذ عينات منهن، وفيما بعد ظهرت نتائج فحوصات لهن سلبية أي غير مصابات، لكن تم إخضاعهن لأسبوع إضافي من الحجر الصحي.

من الجدير ذكره بأن الأسيرة أنسام شواهنة من قلقيلية محكومة بالسجن لمدة 5 أعوام، وأماني الحشيم من القدس محكومة بالسجن لمدة عشرة أعوام، وشروق دويات من القدس محكومة بالسّجن لـ 16 عاماً، في حين لا تزال الأسيرة ليان كايد من نابلس موقوفة.

وفي إطار فعاليات الدعم للأسرى في الخارج، نظم ذووهم بمشاركة ممثلي فصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم اعتصاما أمام مكتب الصليب الأحمر في المدينة، دعما وإسنادا للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب المشاركون في الاعتصام الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى، والضغط على الاحتلال لوقف ممارساته التعسفية بحقهم، خاصة المرضى منهم في ظل تفشي فيروس “كورونا” والذي يشكل خطورة على حياتهم، نظرا لافتقار السجون لوسائل الوقاية والسلامة العامة، ما يتطلب تدخلا عاجلا في هذا الخصوص.

كما اعتصم العشرات من المواطنين وأهالي الأسرى، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة، دعماً لصمود للأسرى، ورفضا للهجمة الشرسة وغير المسبوقة على حقوقهم من قبل إدارة السجون الإسرائيلية.

وخلال الوقفة قالت والدة الأسير حمادة درامنة إنها لا تعلم شيئاً عن ابنها الذي تم نقله من سجن “عوفر” إلى سجن “نفحة” بعد استشهاد الأسير داود الخطيب، في إجراء عقابي، شمل أيضاً حبسه في العزل الانفرادي لمدة أسبوع.

من جانبه، أكد رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن الحركة الأسيرة “تخوض تحدياً جديداً، يتمثل برفض إدارة السجون استلام أموال الكانتينا للمرة الثانية على التوالي”، محذراً من تصعيد في سجون الاحتلال الإسرائيلي كافة، وإضراب مفتوح عن الطعام تخوضه الحركة الأسيرة، إذا لم تتم معالجة هذه القضية.

وحول قضية الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام لليوم 72 على التوالي، قال فارس إن الوقت قد حان لتكون وتيرة العمل أسرع وأعلى، شعبيا وحقوقيا وسياسيا ورسميا وفصائليا، “لأننا نتحدث عن حياة بطل فلسطيني يقف في مواجهة قانون الإداري الذي يستهدف كل الفلسطينيين”.

إيطاليا تلغراف

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...