الرؤية الأميركية نحو المنطقة .. من أوباما إلى ترامب

إيطاليا تلغراف

 

 

 

طلحة جبريل

 

 

يتحدث مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رؤية أخرى تجاه منطقة شمال إفريقيا لا أعرف شيئاً عن هذه الرؤية وكيف تُطَبَّق. ولعل من الملاحظات اللافتة أنَّ المصطلح سبق أن سمعت به في فترة الرئيس باراك أوباما، حين كنت أعمل في العاصمة الأميركية. آنذاك، طُرحت الفكرة بعنوان “رؤية جديدة للتعامل مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.تحدث أوباما خلال فترتي رئاسته عدة مرات وبوضوح عن تعامل مختلف مع المنطقة الممتدة من المغرب الذي يطل على الأطلسي إلى البحرين في الخليج.عدت لوثائقي وأنقل لكم حرفياً ماذا قال أوباما ايامئذٍ، يقول حرفياً:”إن القمع سيفشل وأن الطغاة سيسقطون، وهذا لن يكون سهلاً. إذ لا يوجد هناك خطّ مستقيم لتحقيق التقدّم، والمشقة تصاحب دائماً موسم الأمل. ولكن الولايات المتحدة الأميركية تأسست على الاعتقاد بأن الشعوب يجب أن تحكم نفسها. والآن، لا يمكننا التردد في الوقوف بشكل مباشر إلى جانب أولئك الذين يناضلون لنيل حقوقهم مع علمهم بأن نجاحهم من شأنه أن يسفر عن وجود عالم أكثر سلاماً وأكثر استقراراً وأكثر عدلاً”.
لاشك أن ذلك الخطاب أُعد آنذاك بعناية شديدة. والملاحظ أن بصمات أوباما نفسه واضحة في صياغته، وهو على حد علمي كان أول رئيس أمريكي يفضل، في كثير من الأحيان، أن يكتب الخطوط العريضة لخطاباته بنفسه.
من خلال مواكبة لحملته الانتخابية وخطاباته بعد أن أصبح سيد البيت الأبيض، أقول جازماً، إنه يميل الى “لغة المثقفين” الراقية، وفي مرات لا تحصى، كان يرتجل وكنت أجد في ثنايا الكلام المرتجل بعض الأفكار اللماعة. وفي معرض تفسيرها قال أوباما:”يحدث في أوقات ما في مجرى التاريخ أن تشعل أعمال مواطن عادي جذوة حركات التغيير لأنها تعبر عن توق للحرية ظل يتفاعل منذ سنين. ففي أميركا، فكِّروا بالتحدي الذي أظهره الوطنيون في بوسطن حينما رفضوا دفع الضرائب للملك، أو كبرياء روزا باركس (سيدة سوداء) في جلستها الشجاعة في كرسيها (في الحافلة). وفي وقت لاحق سيقول أوباما خلال فترته الثانية بشأن شمال إفريقيا والشرق الأوسط: “نتطلع إلى العمل مع جميع الذين يتبنون ديمقراطية حقيقية وشاملة.
قطعا كانت كلمات مضيئة ، لكنها لم تتحول الى واقع، وإذا إقترضنا أن أميركا غيرت اتجاهها آنذاك، كانت بالتأكيد قد غيرت اتجاه التاريخ، بيد أن ذلك لم يحدث. ولنرى الآن ماذا ستفعل إدارة ترامب بالرؤية الأخرى.

إيطاليا تلغراف

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...