الرسائل بين السنوار والحوثي…فرط صوتي يزعج تيار “غزة تُركت لوحدها”

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

إدريس عدار

 

 

 

يبدو أن الصاروخ “الفرط صوتي”، الذي وصل إلى تل أبيب، أزعج بصوته الفارط تيار “غزة تُركت لوحدها”، بعد تلقى عبد الملك الحوثي، رسالة جوابية عن رسالته إلى قادة “الكيان المؤقت”، التي حمّلها عبر مبعوث أطلق عليه اسم “فلسطين”، من صنع يمني خالص، ولا يمكن لعاقل أن يبخس اليمنيين حقهم وقدراتهم، مثلما فعلت الإعلامية “المنتوفة”، في إحدى القناة العربية، التي سخرت من القيادي اليمني البخيثي عندما قالت له كيف تريدون تحرير القدس وأنتم تعانون من الجوع، لكن هي “الشبعانة” لم تقدم سوى السرديات الصهيونية في قناة تزعم دعم المقاومة.

رسالة السنوار هي تأكيد لما قاله سابقا. لكن هذه المرة تأكيد بعد الدليل. لكن لا يمكن أن تقنع العيون الرمداء حتى لو كان الاستدلال من باب “الشمس فوقنا”.
تيار “غزة تُركت لوحدها” منزعج للغاية. انزعج بعد الرسالة الأولى، التي تجسدت في الصاروخ الذي وصل إلى تل أبيب، وانزعج بعد الرسالة التي بعثها السنوار إلى عبد الملك الحوثي.
لقد أعمت الكراهية القوم كأنهم لم يروا أي واحدة من الرسالتين. لا خبر في إعلامهم ولا كلمة في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
السنوار قال في بداية المعركة “كل ما لدينا من إيران. أعطتنا المال والسلاح والخبرات وأشياء أخرى”. لكن “الطائفيين” لهم قول آخر. مع كامل الأسف لم يكتملوا في التكوين. بعض متفيقههم يقول إن ذلك من باب “الاضطرار مثل أكل الجيفة”. أبناء الجيفة هكذا ينظرون إلى العالم. ولما ارتقى “الفقيه المقاصدي” قال إن المسلمين لجؤوا إلى النجاشي. أما خالد مشعل (التيار القطري التركي) فقال لقد لجأنا إليهم لما خاننا العرب. متى كانت حماس تمثل حركة قومية؟
والأغرب من ذلك أن يقوم من لم يقدم شيئا لينتقد من قدم كل شيء.
واليوم يقول السنوار في رسالته، التي لم تنشرها مواقع تيار “غزة تُركت لوحدها”، إنّ “تضافر جهودنا معكم ومع إخواننا في المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق، سيكسر هذا العدو، وسيُلحق به الهزيمة”.

وقال السنوار في رسالته: “يسعدني أن أكتب لكم هذه الرسالة في ذكرى المولد النبوي ونحن نخوض سويا معركة طوفان الأقصى المباركة، طوفان الأقصى وجه ضربة قوية للمشروع الصهيوني في المنطقة بشكل عام”.
وأضاف: “لقد استيقظت فلسطين على خبر عمليتكم ضمن المرحلة الخامسة من مراحل مشاركتكم في معركة طوفان الأقصى، أبارك لكم نجاحكم بوصول صواريخكم إلى عمق كيان العدو متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض”. موضحا “عمليتكم في عمق الكيان تعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب “تل أبيب” من جديد.. عمليتكم النوعية أرسلت رسالة للعدو عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد يأخذ منحى أكثر فعالية وتأثيرا”.
في الرسالة معاني واضحة: خوض المعركة سويا.. تضافر جهود المقاومة في فلسطين واليمن ولبنان والعراق.. المشاركة في معركة طوفان الأقصى.. إعادة الوهج للطوفان.. رسالة للعدو..

ما جاء في الرسالة هو أن “جبهة الإسناد” هو مجرد مفهوم للتعبير عن تواضع المقاومة في الجبهات الأخرى، وإلا طوفان الأقصى معركة مشتركة بين كل أطراف محور المقاومة.
مع كل ما قدمه المحور، مع كل التضحيات الجسام، ومع تأكيد القادة الحقيقيين للمقاومة، ما زال “تيار الصياح” يقلل من قيمة التضحيات والنتائج. عشرات الشهداء في كل أمكنة وجود المقاومة في اليمن والجنوب اللبناني والعراق، وفي دول الدعم إيران وسوريا. كل هذه التضحيات ليأتي هذا التيار ليقول إن “لهم مصلحة”. أليس من الممكن تحقيق هذه المصلحة دون أي تضحية؟ من يقدم كل شيء مصلحي ومن يقدم الصياح مبدئي.. ما هذا العوار؟

إيطاليا تلغراف

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...