طلحة جبريل
عندما نقول”صحافة”، يتبادر إلى أذهان البعض الصحافة المكتوبة فقط، في حين أن المفهوم الأوسع لمفردة “صحافة” تعني الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية.
صار حتمياً بعد المتغيرات التي يعرفها “المشهد الإعلامي” ،أن يكتب الصحافي ، للصحف الورقية والإلكتروني، وكذلك للإذاعة أخبار وتعليقات وتحرير شريط الأخبار في التلفزيون، وأيضاً للوافد التكنلوجي الذي بدأ يفرض نفسه ويتصدر المشهد، وأعني به “بودكاست” (التدوين الصوتي) ، ويمكن للصحافي أن يكتب نصوصاً ويلقيها بنفسه، أو تُلقى نيابة عنه بصوت متميز. في سياق متصل نلاحظ أن المؤسسات الإعلامية التي تحظى بمصداقية عالية ، تعتمد على بودكاست، في حين يتجه آخرون للحوارات التي تبث على مقاطع فيديو .
يمكن القول إن الصحافي، أي صحافي، يقبل بكثير من الحماس للكتابة إذا لمس اهتماماً من الجمهور (القراء والمستمعين والمشاهدين)، وظني أن القارئ، وكذلك المستمع والمشاهد، يحتاج إلى كتابات جادة وموضوعية. والمستقبل للصحافة الاستقصائية التي تحرص على تدفق المعلومات، وتكشف جميع الحقائق، والمؤكد أن ذلك يتطلب سقف حريات مرتفعاً.
ظللت أكتب كل ما كتبت وما زلت أواصل بالحماس نفسه الكتابة المنتظمة، ولم يحدث أن وضعت أي منبر في وضع يُضطر فيه إلى حذف ولو كلمة واحدة مما أكتب. كما لم أسمع، لا تصريححاً ولا تلميحاً، أي ملاحظات بشأن ما أكتبه.
المسألة واضحة: عندما يقرر الصحافي أن يكتب، عليه أن يدرك جيداً أن احترام الخط التحريري للمنبر ليس مجرد قول، ولكنه التزام.
إذا حدث أي تعارض يتحتم موضوعياً أن يتوقف الصحافي عن الكتابة في المنبر الذي يكتب فيه، ولا يمكن أن تترك الأمور للإجتهادات والتكهنات.
علاوة على ذلك، أعتقد أن الصحافي عندما ينقطع عن الكتابة في منبر ما، عليه أن يشرح سبب توقفه، وهذا يدخل في إطار ما يمكن أن نطلق عليه “المروءة المهنية.”
كما يقال فإن المناسبة شرط، أقول إن سبب ما ذهبت إليه من حديث عن الكتابة الصحافية، ماسمعته من أن أحد الزملاء ظل يطالب ويلح أن تكتب صحيفة كان يكتب فيها كتابات راتبة توضيحات عن الأسباب التي جعلته يتوقف.
إلى جانب ذلك، وهذه مسألة في غاية الأهمية، لا بد أن تشرح الصحف، سواء الورقية أو الإلكترونية، المتغيرات التي تشهدها، سواء على صعيد الخط التحريري أو الطاقم. وفي ذلك احترام لأصول المهنة، وبالطبع للقراء.
يتحتم على الصحافة توثيق المواد الصحافية، وكذلك تقديم توضيحات لكل ما له علاقة بالمتلقين، سواء كانوا قراءً، أو مستمعين، أو مشاهدين .
هذا ما أعتقد.