مأساة في مونسارتو: جريمة قتل تهز الجالية التونسية في جنوب فرنسا

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم في ايطاليا

 

اهتزت مدينة مونسارتو بولاية الألب البحرية جنوب فرنسا، يوم الأحد 2 نوفمبر 2025، على وقع حادثة مأساوية راح ضحيتها كهل تونسي أصيل منطقة بني ربيعة من معتمدية مساكن بولاية سوسة. الحادثة كشفت عن الصراع العائلي العميق وتأثيراته الصادمة على المجتمع المحلي، خاصة الجالية التونسية المقيمة في المنطقة.بحسب مصادر إعلامية فرنسية، فقد اندلع خلاف عائلي حاد داخل منزل العائلة، انتهى بطريقة مأساوية عندما هاجم الابن البالغ من العمر حوالي 28 سنة والده بساطور، موجهاً ضربات قاتلة أردته قتيلاً على الفور. وقد تدخلت القوات الأمنية بسرعة، وتم إيقاف الجاني ووضعه قيد الاحتجاز في انتظار عرضه على الفحص الطبي، وفق ما أعلن النائب العام بمدينة غراس، إيريك كامو.

الواقعة أثارت صدمة واسعة في صفوف الجالية التونسية، لاسيما أن بعض الجيران شهدوا الحادثة داخل الأجزاء المشتركة من العمارة، مما عمّق وقع الصدمة على السكان المحليين. وحرصت السلطات الفرنسية على توفير الدعم النفسي، فتم إنشاء خلية استماع ومرافقة نفسية لسكان المبنى المتأثرين، ولاحقًا توسع نطاق الدعم ليشمل المدارس الابتدائية والإعدادية بعد ملاحظة حالة تأثر شديدة بين الأطفال الذين سمعوا أو شاهدوا تفاصيل الحادثة.

من منظور أوسع، تكشف هذه الجريمة عن هشاشة العلاقات الأسرية في بعض الحالات، ومدى تأثير الصراعات الداخلية على المحيط الاجتماعي. كما تبرز الحاجة الماسة لتوفير آليات دعم نفسي واجتماعي فعّالة داخل الجاليات المهاجرة، لضمان الحد من آثار مثل هذه الأحداث على الأفراد والمجتمع، خصوصًا الشباب والأطفال الذين قد يتأثرون نفسياً بشكل بالغ.تظل مأساة مونسارتو تذكيراً مؤلماً بأن النزاعات العائلية يمكن أن تتحول إلى كوارث غير متوقعة، وأن المجتمع يحتاج إلى تعزيز آليات الحوار الأسري، والدعم النفسي، والتثقيف حول إدارة الصراعات. إن التفاعل السريع للسلطات وخلق برامج دعم نفسي يظهران أهمية الاستجابة السريعة في الحد من الصدمات النفسية والاجتماعية، ويؤكدان على أن الإنسانية والمسؤولية المجتمعية ضرورة ملحة في مواجهة مثل هذه المواقف.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...