إسبانيا/ الجالية و سؤال “الدبلوماسية الموازية”

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

*محمد الجميلي

 

أثير في الآونة الأخيرة جدل كبيرفي أوساط الجالية بإسبانيا بخصوص دور المجتمع المدني في التعريف بالقضية الوطنية أسئلة عن الفعل، و الفاعلية، و الأهلية للاقناع للائحة طويلة و شبكة عريضة من الجمعيات، و ناشطين حظوا بغطاء امتد لسنوات تأتت لهم الفرصة و الوسائل و الإمكانيات لكسب قاعدة متعاطفة من المجتمع المحلي تمتلك تصور واضح عن طبيعة النزاع في الصحراء، و عن البدائل الديمقراطية المطروحة للنزعة الإنفصالية.
لكن مجمل هذه الآراء و النقاشات ترى أن النتائج كانت متواضعة مقابل الإختراقات التي يحققها خصوم المغرب لدى الهيئات المدنية و الحقوقية و السياسية المحلية.

ما سر هذا التقصير؟ و أين يكمن الخلل؟.

المتتبع للأحداث التي عرفتها إسبانيا خاصة في إقليم كطالونيا يقف عند أوجه الخلل في أدوات الحجاج و الترافع و غياب الإحترافية فبالرغم من الحضور الوازن لعدد من الفعاليات و نشطاء الجالية و انتسابهم لبعض الأحزاب في الإقليم لم يمنع كل ذلك المجلس المحلي بمدينة تراغونة من تمرير مشروع دعم ما سمي” بمظلومية الشعب الصحراوي المضطهد” و تم الإكتفاء بالتنديد و التظاهر… و الأدهى أن خطاب المظلومية يبدو أنه تسلل لبعض أبناء الجالية، الذي يمكن أن نقرأه في التدوينات الجدلية ، و كذلك في البرامج الحوارية .

و لتدارك هذا الوضع بادرت تمثيليات و مؤسسات الجالية للتعاطي بجدية مع أوجه القصور و بدأت للتو في تداركها عن طريق مبادرات و فعاليات :أولى الخطوات جاءت من القنصلية العامة ببرشلونة حيث التأم في رحابها ناشطون، و جمعيات تابعة لدائرة نفوذها لإطلاق مبادرة اعلنوا من خلالها الإنخراط ” في مسلسل الدفاع عن وطنهم الأم و عن وحدة ترابه ومؤسساته في المحافل والهيئات السياسية و المنتخبة و الجامعات و المعاهد الاكاديمية و مختلف الجمعيات المدنية بما فيها الحقوقية او ذات الطابع الانساني و الاجتماعي التضامني”(هبة بريس)، و إن كانت بعض الأصوات قد تساءلت عن أهلية المجتمع المدني للقيام بهكدا مبادرة دون تأطير و تكوين؟.

في الصدد أطلق مجلس الجالية مشروع لتأهيل الجالية في ملف الصحراء ، عن طريق” التكوين الأكاديمي لفائدة نشطاء الجالية المغربية، بهدف تدعيم القدرة الترافعية لمغاربة الخارج في كل الأماكن التي يعيشون فيها، استنادا إلى حصيلة معرفية أكاديمية، حسب اتفاقية مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية بالرباط”( الأسبوع).

لا ريب أن هذه المبادرات تعتبر خطوة مفيدة لنقلة نوعية في التعاطي مع المجتمع المحلي لكنها تبقى غير كافية إذا لم نمتلك:
القدرة على التحليل بمعنى فهم طبيعة الظواهر السياسية الحادثة في المشهد السياسي الإسباني مع بروز فاعلين جدد كاليمين المتطرف ، و بشكل أساسي التيارات اليسارية و الشبابية منها على وجه التحديد و هي على العموم حديثتة عهد بالحكم. هذه التحولات تفرض اعتماد دبلوماسية الإقناع من خلال إمتلاك مهارات فن وقوة الإقناع، و التواصل، والتفاوض و تطوير أدوات الإشتغال، و القطع مع اللأساليب البالية و المظاهر “الفلكلورية” التي أهدرت الكثير من الموارد و لم تكن لها نتائج تذكر لجهة إقناع المجتمع المدني و السياسي بمقاربة المغرب لحل النزاع المفتعل.

وفي الختام و بشكل أهم أظهرت الأحداث التي شهدتها كطالونيا ثغرة مهمة تتعلق بغياب خطة تواصلية و تأطيرية للأجيال المغربية في المهجر في التعريف بالحقائق التاريخية، و رد خطاب المظلومية الذي يقتات عليه الخصوم.

*فاعل جمعوي و إعلامي في إسبانيا

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...