في أسبوع واحد مغاربة إيطاليا يحيون ذكرى الهجرة النبوية وذكرى استرجاع واد الذهب

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

أحمد براو

 

 

يصادف يوم الثلاثاء القادم العاشر من شهر غشت من السنة الميلادية دخول اليوم الأول من أول شهر من التقويم الهجري شهر الله “محرم الحرام” وبالتالي انطلاق السنة ال1443 التي مرت على أحداث الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة بعد أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم جميع الصحابة بالهجرة إلى يثرب وهاجر هو لاحقا مع صاحبه الصديق أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه.

ورأس السنة الهجرية هو أيضا اليوم الذي يبدأ فيه التقويم الإسلامي، الذي هو اليوم الأول من شهر محرم من كلِّ عام، وقد بدأ المسلمون باعتماد هذا التقويم في السنة السابعة عشر للهجرة في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أرّخ المسلمون منذ هجرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة،

ولا يُعدُّ يوم رأس السنة الهجرية في الإسلام عيدًا من الأعياد الشرعية التي يحتفل فيها المسلمون، فأعياد المسلمين اثنان، هما عيد الفطر وعيد الأضحى، لذلك قال العلماء إنَّه لا يجوز الاحتفال في رأس السنة الهجرية لأنَّه لم يرد عن السلف الصالح ولم يذكر في الكتاب والسنة النبوية، ولأنَّ الاحتفال بهذا اليوم تقليد لما يفعل المشركون بالله سبحانه وتعالى، فقد ثبت في الجاهلية أنَّ المجوس واليهود والنصارى كانوا يحتفلون في مطلع كلِّ عام، وليس من السُّنَّة أن يحدث المسلمون عيدًا لم يُذكر ولم يرد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أبدًا، بل يستجب الصوم والعمل الصالح في هذه الأيام الفاضلة من شهر محرم الحرام مصداقا لقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم”.
طبعا هناك من المسلمين من يحتفل بهذا الذكرى الفارقة في التاريخ الإسلامي ليس كعيد من الأعياد بل يحيونه ويستحضرون فيه معاني الهجرة والتضحية والفرار إلى الله بالدين. ويأخذون العبرة من الرعيل الأول الذي باع نفسه وماله لله، وترك حطام الدنيا من أجل جنة عرضها السماوات والأرض.
ومن العبر أيضا استحضار قصر العمر وأن كل عام يمرّ ينتقص من عمر وحياة الإنسان ويقرب آجاله للإنتقال إلى الدار الأبدية وعليه الإستذكار والتأمل والتوبة والأوبة إلى الله.

وهو فرصة كذلك لبث روح الفداء والتضحية في قلوب أبناء المسلمين وتذكيرهم بقيمة الدين في حياتهم وتشجيعهم على تعلم القرآن والسنة والأخلاق الإسلامية والشمائل المحمدية. ولابأس من تضمن هذه الذكرى جوائز تكريمية وتحفيزية وعروض فقرات إنشادية يقدمها مشاركون من الجمعيات والمجتمع المدني تتناول القيم الإنسانية والدروس والعبر المستقاة من الهجرة النبوية الشريفة.

أما الجالية عامة والمغربية خاصة فتستحضر هذه السنة ذكرى استرجاع واد الذهب ذكرى الوفاء وتجدد البيعة للأقاليم الجنوبية، وتحتفل الجمعيات والتجمعات المغربية المهاجرة في إيطاليا والعالم التي تعنى بشؤون أبناء المهاجرين بغرس أواصر التعلق بحب الوطن و بالوحدة الترابية للمملكة المغربية بعد أن وطأت أرجل المغاربة رمال الصحراء، في أعظم ذكرى تحررية في التاريخ الحديث ألا وهي ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة والمعجزة التي أبهرت العالم من حيت النظام والإنتظام كما قال المرحوم باني المغرب الحديث وموحد الأمة المغربية من طنجة إلى لكويرة، جلالة المغفور له الحسن الثاني.
وتأتي هذه الذكرى الوطنية ذكرى استرجاع واد الذهب من الإستعمار الإسباني والبيعة على استكمال الإستقلال والوطني وتحقيق الوحدة الترابية على بعد ثلاثة أيام فقط من ذكرى الهجرة النبوية لتمتزج فيهما عواطف تجمع بين حب الله وحب الوطن وحب الملك تحت شعار المملكة الخالد “الله – الوطن – الملك”.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...