الطبيب والمحامي وموظف البنك ..والصحافي

إيطاليا تلغراف

 

 

 

طلحة جبريل

 

 

تجولت كالعادة في نهاية كل أسبوع في الرباط ، أجد متعة في التمشي. وأحاول توظيف”جنس المشاهدات” الذي ابتكرته. كانت وجهتي وسط الرباط. أشغال بلا حصر.الواضح أن العمل ليل نهار هدفه أن تصبح الرباط بالفعل “مدينة الانوار وعاصمة الثقافة” قبل نهاية هذه السنة.
لاحظت أن لافتتات الأطباء والمحامين تتكاثر، وهي للأسف إشارة ليست إيجابية.أقول دائماً هناك أربع تخصصات يجب تجنبها : الطبيب والمحامي وموظف البنك والصحافي.
زيارة الطبيب، تعني أنك تشكو علة، وعادة ما يوجه الأطباء وابلاً من النصائح .تعني زيارة المحامي أن لديك” مشكلة وتأسيساً على ذلك، ربما ستسمع عبارات على غرا: “تبعاً لنص المادة كذا من قانون المسطرة الجنائية والمدنية ، فإنك لا محال ستتابع وربما في حالة اعتقال.
زيارة موظف البنك، تعني أنك لم تستطع أن تسحب شيئاً من الشباك الأوتوماتيكي، وجميع الشيكات التي تكتبها تعود إليك بخفي حنين، وبالتالي تذهب إلى موظف البنك لتقول أن سمعتك المصرفية لم يتراكم عليها الغبار، وأنك لا تريد من البنك سوى أن يقرضك مبلغاً صغيراً، طالما أن البنوك لا تفعل شيئاً سوى أنها تبيع النقود.
أما إذا قررت اللقاء أو الاتصال بأحد الصحافيين، كن على يقين أن معظم أفراد هذه القبيلة باتوا يقتاتون من تشوهات المجتمع، وإذا سمع منك خبراً ليس فيه قتل أو ذبح أو اغتصب أو سرق أو هرب، سيقول لك ” ما تقوله ليس خبراً، هل لديك تفاصيل فضيحة ما؟نحن نريد فضائح، هل فهمت”.
في المجال المهني إبتكرت معادلة ، أعتقد جازماً أنها الحل لحل عزوف الناس عن القراءة وهي “الباقة الخماسية” وهي الحل لعزوف الناس عن القراءة .إذا طرحنا سؤالاً على الناس بشأن المصدر الذي يستقون منه الأخبار، ربما تتباين الأجوبة، لكن أرجح أن يقول كثيرون إنهم يستقونها من الهواتف المحمولة، ما يرجح هذه الفرضية إن الهواتف المحمولة لم تعد وسيلة للتواصل فحسب، بل أضحت “حالة إدمان”. تفيد دراسات يُعتد بها بأن هذا الإدمان يؤدي إلى الاكتئاب. الإشكال العويص أن الناس تبحث عن الأخبار في الشبكات الاجتماعية ومنصات التواصل، والسمة الأساسية لهذه الأخبار هي الاختلاق ومخاطبة الغرائز والتركيز على تشوهات المجتمع، خاصة إذا كانت الأخبار عبر مقاطع الفيديو.
المرجح أن المستقبل، بعد أن يتراجع زخم “الشبكات الاجتماعية”، سيكون لما أطلقت عليه “الباقة الخماسية”، أي المنصات الخمس التي ابتكرتها، ومكوناتها كالتالي: صحيفة إلكترونية (صحيفة وليس موقعاً) و مدونات صوتية (بودكاست) (Podcast) و مجلة ورقية و صحيفة مجانية و إذاعة محلية.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...