تزوير الكتب.. نعم يحدث هذا

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

طلحة جبريل

 

 

 

أروي لكم بعض التفاصيل عن كتابين، الأول أصدرته والثاني أصدر نفسه.
الأول صدر بعنوان” صحافي..يشاهد ويتأمل ويكتب”، والثاني كان يفترض أن يصدر بعنوان “سنواتي في أميركا”.
الكتاب الأول كنت أخترت أن يصدر بعنوان”حنين” وكان المحفز رسائل البريد التي كانت وما تزال تصلني بعضها عبر ساعي البريد. المؤكد أن خدمات البريد صمدت ولم تندثر مع تطور تكنلوجيا وسائل التواصل. الخدمات البريدية هي من أكثر المرافق التي بقيت وتطورت. في اميركا، مرفق البريد من الوكالات الفيدرالية. يتعامل الاميركيون في تفاصيل حياتهم عبر صندوق البريد. كل شيء يأتي عبر هذا الصندوق، من رسائل وضعت بداخلها فواتير، إلى الطرود البريدية التي تحتوي على المشتريات عبر شبكة الانترنيت.
أصبح نادراً أن يرسل الناس رسائل عبر البريد الى قريب أو صديق ، إذ تنهمر الرسائل جافة ومقتضبة عبر تطبيقات على الهاتف المحمول. مجرد نقرات على لوحة الهاتف المحمول، تكتب ما تشاء، وفي ثواني تطير الرسالة إلى الشخص المقصود، بل وفرت الشبكات الإجتماعية لجميع الناس ان يكتبوا أخباراً وينشروا صوراً، ويدبجوا تعليقات.
أعود إلى واقعة لها علاقة بعجائب الانترنيت، جعلتني أصدر كتاباً لم أصدره ولم أطلع عليه.
أوجز لكم الواقعة.
قبل ان تتوارى وقائع سنوات حافلة في اميركا في الذاكرة. نشرت حلقات من كتاب” سنواتي في أميركا” في إحدى الصحف.
ذات مساء جلست أمام الحاسوب كالمعتاد، وجدت مادة خام لمشاريع كتب، قفز من بينها مشروع كتاب عرض نفسه من جوف الحاسوب، ثم طرح نفسه، ثم فرض نفسه.
رحت اكتب وانقح. كتبت في ذلك الكتاب عن أمكنة وناس في المغرب. اخترت عنواناً من كلمة واحدة “حنين”. مفردة”حنين” لها رنين، ومعاني مترسبة في دواخلي،على الرغم من أن الكتاب صدر بعد ذلك بعنوان:
“صحافي ..يشاهد ويتأمل ويكتب”.
كنت أعمل جاداً أن يصل الكتاب إلى المكتبات في أقرب وقت. ثم كان أن وصلتني رسالة من أحد طلابي مهنئاً على صدور كتاب” سنواتي في أميركا”.
ذهلت،لأنني لم أرتب تلك الحلقات لتصدر في كتاب، لكن أحدهمن لا أعرف من هو ، جمع الحلقات التي نشرت في إحدى الصحف وصمم عنواناً وغلافاً وطبع كتاباً، ووضع الكتاب في إحدى مكتبات”سور الأزبكية” في القاهرة حيث عشرات المكتبات .
هكذا جعلتني “فوضى الانترنيت” أصدر كتاباً لم أصدره حتى الآن.

 

إيطاليا تلغراف

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...