مستقبل الإعلام في “الباقة الخماسية”

إيطاليا تلغراف

 

 

 

طلحة جبريل

 

 

 

إذا طرحنا سؤالاً على الناس بشأن المصدر الذي يستقون منه الأخبار، ربما تتباين الأجوبة، لكن أرجح أن يقول كثيرون إنهم يستقونها من الهواتف المحمولة.
ما يرجح هذه الفرضية أن الهواتف المحمولة لم تعد وسيلة للتواصل فحسب، لكنها أضحت “حالة إدمان” .
الإشكال العويص أن الناس تبحث عن الأخبار في الشبكات الاجتماعية ومنصات التواصل، والسمة الأساسية لهذه الأخبار هي الاختلاق ومخاطبة الغرائز والتركيز على تشوهات المجتمع، خاصة إذا كانت الأخبار عبر مقاطع الفيديو.
المؤكد أن وكالات الأنباء، خاصة التي تعمل وفق القواعد المهنية، تتوفر على مصداقية عالية، ويتميز عملها بالصرامة بشأن ثلاثة أمور: الدقة والسرعة في بث الأخبار، وتوثيق ما يُنشر.
المرجح أن المستقبل، بعد أن يتراجع زخم “الشبكات الاجتماعية”، سيكون لما أطلقت عليه “الباقة الخماسية”، أي المنصات الخمس التي ابتكرتها، ومكوناتها كالتالي: صحيفة إلكترونية (صحيفة وليس موقعاً) / مدونات صوتية (بودكاست) (Podcast) / مجلة ورقية / صحيفة مجانية / إذاعة محلية.
طبقاً لنقاش تفصيلي مع خبراء في مجال الإعلانات، تبين أن مكونات “الباقة الخماسية” يمكنها أن تستقطب بسهولة الإعلانات التجارية ، وبالتالي يتوفر التمويل، أو على الأقل جزء مهم منه. وهكذا يبدو من الراجح أن يكون المستقبل “للباقة الخماسية”.
ثمة تجربة لافتة بادرت بها صحيفة “واشنطن بوست”، وهي الصحيفة الأكثر مصداقية في العالم.
تجسدت تلك التجربة في إطلاق محطة إذاعية من واشنطن، تُعد ابتكاراً في مجال الترويج لصحيفة. اختارت “واشنطن بوست” هذه الوسيلة للترويج لطبعتها الورقية وكذلك لنسختها الإلكترونية، عبر محطة إذاعية تخصص الحيز الأكبر من ساعات بثها لإذاعة الأخبار والتقارير ومقالات الرأي والأعمدة التي يكتبها صحافيو ومراسلو الصحيفة.
سنلاحظ أن أهم كتلة للمستمعين هم السائقون، سواء داخل المدن أو عبر الطرق، لذلك حظيت أخبار الطرق بنصيب وافر في نشرات إذاعة “واشنطن بوست”، إضافة إلى الأخبار المحلية، أي أخبار العاصمة الأميركية وأخبار الطقس والرياضة.
هذه مسألة حيوية، خاصة في ظل توسع الإنتاج الرقمي، إذ إن المنصات الرقمية تزدحم بسيل جارف من الأخبار، لكن هناك مشكلة بشأن مصداقية هذه الأخبار.
أمر آخر: عدم الاهتمام بالخبر المحلي، أي “خبر المدينة” وليس خبر “البلد”.
على سبيل المثال، قبل فترة كان من المفترض أن تخوض المطاعم والمقاهي في الرباط إضراباً احتجاجاً على فرض ضرائب جديدة. هذا خبر محلي، لكنه ربما يهم أزيد من نصف سكان المدينة.
الحل إذن هو “الباقة الخماسية” .

إيطاليا تلغراف

 


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...