الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله ومن تبع هداه إلى يوم الدين وبعد،
فقد بقيتْ مسألة تعدد مواقيت الصلاة واختلافها مصدر قلق وانزعاج للمسلمين في أوروبا سنوات طويلة إذ أنها تتصل بفريضتين عظيمتين، الصلاة والصيام، وقد بذل المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث جهودا علمية كبيرة في هذا السياق حتى مضى المشروع إلى غايته .
وبعد ترقب طويل انعقد بفضل الله وتوفيقه المؤتمر العالمي للمواقيت في الفترة من 19 – 20 صفر 1443 هـــ الموافق له 26 – 27 أيلول 2021 م بمدينة إسطنبول بتركيا، وقد نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وشارك فيه المجلس الأوروبي للأئمة وهيئة العلماء والدعاة بألمانيا، وعدد من المؤسسات والمراكز الإسلامية الأوروبية كمؤسسة ملي جروش، والمركز الإسلامي في آخن، ومجلس مسلمي فرنسا، ومسجد باريس، وعدد من الاتحادات والروابط الإمامية الأوروبية، ومجموعة من الأئمة ومدراء المراكز والجمعيات الإسلامية في الغرب.
وانعقد المؤتمر بعد عمل مستدام وجهود متواصلة للجنة العلمية، وقد تُوجت هذه الجهود التي دامت لست سنوات بمشروع جامع للمواقيت تم الإعلان عنه في هذا المؤتمر العالمي للمواقيت المشار إليه أعلاه، وفصَّله بيانه الختامي .
كما انبثقت عن هذا المؤتمر لجنة علمية من الشرعيين والفلكيين، لإعداد الجداول والتطبيقات الخاصة بكل المدن الأوروبية، ومتابعة تنزيلها، والتشاور والتعاون مع الهيئات والمساجد الأوروبية المعنية بمسألة المواقيت.
والهيئة إذ تبارك نتائج هذا المؤتمر وتهنيء من قاموا عليه فكرا وعملا وسعيا متواصلا حتى خرج للنور، فإنها تبارك لمسلمي ألمانيا وأوروبا هذا المشروع، وتوصى السادة الأئمة والدعاة، ومدراء المراكز والمؤسسات الإسلامية في ألمانيا، وعموم المسلمين إلى العمل به والاجتماع عليه واعتماده مشروعا جامعا للمواقيت، ذلك لأنه ثمرة جهد جماعي اجتمع فيه النظر الفقهي والفلكي، ، والموازنة بين الالتزام بالعلامات الشرعية للأوقات وبين التقدير المؤَصل له شرعاً إذا غابت أو اضطربت .
وإننا نعتبر هذا المشروع حدثا تاريخيا مهما للمسلمين في الغرب، وأملنا أن يحقق وحدة الكلمة وجمع الصف وتقليل الخلاف أو رفعه، وتقديم الصورة الحضارية للإسلام .
ونسأل الله تعالى أن يوحد كلمتنا ويسدد أقوالنا وأعمالنا وأن يهدينا طريق الهدى والرشاد . كما نسأله تعالى أن يجزي خيرا كل من بذل جهدا ووقتا ومالا لإتمام هذا المشروع المبارك. إنه سميع مجيب .
والحمد لله أولا وآخرا
هيئة العلماء والدعاة بألمانيا
فرانكفورت / 10 أكتوبر 2021 م – 4 ربيع الأول 1443ه