عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم في ايطاليا
لا يبدو أن النجم النرويجي إيرلينغ هالاند ينوي التوقف عن تحطيم الأرقام القياسية وتسجيل الأهداف بغزارة، فالمهاجم الشاب يواصل تأكيد مكانته كأحد أفضل الهدافين في كرة القدم الحديثة. آخر عروضه التهديفية المبهرة جاءت في مباراة مانشستر سيتي أمام لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي، حين أمطر شباك الخصم بخمسة أهداف، في لقاء انتهى بنتيجة 6-2 لصالح “السيتيزنز”، مذكّرًا الجماهير بليلةٍ لا تُنسى في بولندا قبل سنوات.
فهالاند، الذي لا يزال في الخامسة والعشرين من عمره، أثبت مبكرًا أنه ليس مهاجمًا عاديًا. ففي عام 2019، خطف أنظار العالم عندما سجل 9 أهداف كاملة في مباراة واحدة خلال كأس العالم للشباب، ضمن فوز تاريخي لمنتخب النرويج على هندوراس بنتيجة 12-0، في واحدة من أكثر النتائج صدمة في تاريخ البطولة.
بدأ هالاند مسيرته مع الفريق الثاني لنادي برينه النرويجي خلال موسم 2015-2016، حيث أظهر موهبة تهديفية استثنائية، مسجّلًا 18 هدفًا في 14 مباراة فقط. موهبته الفريدة دفعت الجهاز الفني لمنحه فرصة في الفريق الأول، وشارك لأول مرة في 12 مايو/أيار 2016 ضد نادي رانها، وكان عمره لا يتجاوز الـ15 عامًا.
في عام 2017، انتقل إلى مولده، حيث قضى موسمين وواصل خلالها التطور تحت إشراف المدرب أولي غونار سولشاير. وهناك بدأت ملامح نجم عالمي بالظهور، وأصبح هدفًا للأندية الأوروبية الكبرى.
خطوة هالاند الكبرى جاءت حين انتقل إلى نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي في يناير 2019. خلال فترة قصيرة، أظهر قدراته الاستثنائية في دوري أبطال أوروبا والدوري المحلي، محققًا لقب الدوري مرتين وكأس النمسا مرة، ما فتح أمامه أبواب الانتقال إلى دورتموند.
في ديسمبر 2019، انضم هالاند إلى نادي بوروسيا دورتموند الألماني، حيث انفجرت طاقاته التهديفية بشكل غير مسبوق. سجل أهدافًا حاسمة في دوري الأبطال، وقاد فريقه للفوز بكأس ألمانيا في موسم 2020-2021، مؤكّدًا أنه مهاجم من طراز عالمي.
في صيف 2022، كانت اللحظة الحاسمة في مسيرة هالاند، حين وقع لمانشستر سيتي مقابل 60 مليون يورو، ليبدأ فصلًا جديدًا من المجد. في موسمه الأول، ساهم بشكل محوري في فوز الفريق بالثلاثية التاريخية: الدوري الإنجليزي الممتاز، كأس الاتحاد، ودوري أبطال أوروبا، محققًا ما عجز