الوقاحة الامريكية الإسرائيلية في سوريا وفلسطين.. والأجندة الصهيونية.

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

 

 

بقلم.. ربى يوسف شاهين

 

 

سوريا التي تقاوم الإرهاب وتداعياته في المناطق التي حررها الجيش العربي السوري، وخاصة لجهة الحاجات الخدمية والوقائع الاقتصادية المستجدة على السوريين، والتي ما زالت تُقاوم المُحتل الأمريكي والتركي في الشمال السوري، ومع اقتراب الحل السياسي لملف ادلب عبر الحليفين الروسي والإيراني، ومع تأكيد مجموعة الدول السبعين على وجوب تنفيذ القرار “947” الذي ينص على إعادة الجولان العربي السوري المحتل منذ 1967، والذي وصفه بومبيو خلال زيارته للكيان الاسرائيلي بأنها “دعوات صادرة عن الصالونات في أوروبا ومؤسسات النخبة في امريكا”، ومع كمّ التخبط الداخلي والخارجي لسياسات دونالد ترامب، خاصة بعد قرب تسليمه مفاتيح البيت الأبيض لمنافسه جو بايدن. يبدو أنَّ النزاع “الصبياني” بين ترامب وبايدن، سيؤدي إلى مناكفات خارجية لتحقيق مآرب خاصة بـ نتنياهو وترامب.

فالأول “نتنياهو” يُتابع انتهاكه للسماء السورية، ويقصف مواقع قد أرهقها الإرهاب وبدأت تتعافى، ليُعبد الطريق لزيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى أرض الجولان العربي السوري المحتل، فواشنطن وتل أبيب أُسستا على دماء الشعوب الأصلية لأمريكا وفلسطين.

تزامن الاعتداء مع زيارة غير مسبوقة لوزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو إلى الجولان السوري، يؤكد على زيف ما تدعيه الدولة التي تَحسب نفسها الدولة الديمقراطية الاولى في العالم، وتكون السباقة لترأس المنظمات والمجالس الحقوقية والأمنية، لكنها وربيبتها اسرائيل لا تحترم أيًّ من قوانينها.

وقبيل خروج ترامب من البيت الأبيض ومن كل المنظمات الانسانية والحقوقية والأممية، وهذا ليس مستغربًا، لأن الوقاحة المخفية بدأت بالظهور منذ 2011، والحرب على سوريا التي فضحت المتآمرين والمرتهنين للإسرائيلي والأمريكي، فمن يُعادي السامية في قاموس الحركة الصهيونية العالمية، لابد من أنّ يلقى حتفه، وكلنا يذكر ما قاله الإرهابي شارون في مجزرة صبرا وشاتيلا عن الاطفال: “يجب أنّ لا يكونوا قد خلقوا”.

هي سياسات الغرب المتصهين الذي كان وما زال يُمارس كل أنواع الإرهاب، واستطاع أنّ يُجند العولمة لخدمة الإرهاب والإرهابيين، تحت مسمى التطور العالمي والديمقراطية، فأبهر المُطبعين بما يسمى القوة والسلام لمن يُحالف إسرائيل، فتتدفق عطايا الولايات المتحدة من الاسلحة العسكرية الفتاكة، كما في صفقة الطائرات f – 35 للإمارات، فهل سيسمح الكيان الاسرائيلي وبعض الأعضاء الجمهوريين في البيت الأبيض من بيعها للخليج رسميًا أم أنها ستُلغى؟.

في جانب موازٍ، دائمًا ما تعتاش الولايات المتحدة على الاتفاقيات والمعاهدات والصفقات المشبوه، والملفت فيما يحدث على مرأى الجميع، أنَّ بعض الحُكام لا يُعيرون اهتمامًا لانتهاكات الكيان الصهيوني، وهدمه اليومي لمنازل الفلسطينيين وتشريدهم، ليس في يوم النكبة فحسب، بل وكل يوم هناك اعتداءات على الشعب الفلسطيني من أبسط الحقوق إلى أكبرها، وما زال تطبيع الأسرلة يمضي وفق اجندات خاصة.

وتتجسد الوقاحة أيضًا في زيارة بومبيو لفلسطين المحتلة والجولان العربي السوري، وما أعقبها من تصريحات تُعد خرقًا وانتهاكًا لكل الشرائع القانونية والإنسانية، ففي كل زيارة يقوم بها مسؤول امريكي تتدفق العطايا على الكيان الغاصب، فالضفة الغربية وفق القرار “947” تُعد ضمن الأراضي الفلسطينية غير المحتلة، ولكن المسؤولون الإسرائيليون وبتعديهم عليها، وبإنشائهم المستوطنات، ليتم الضم وفق لعبة قذرة، فقد أعلن بومبيو بأنه سيقوم بتسمية جميع الصادرات عن المستوطنات في الضفة “صنع في اسرائيل”.

فهل هناك وقاحة كمثل هذه التي انتهجتها وتنتهجها واشنطن، والتي تُنفذ عبره بنود صفقة ملعونة كصفقة القرن. وبالتالي فإن الوقاحة الأمريكية والإسرائيلية من سوريا إلى فلسطين، تستمر وفق أجندة صهيونية رُتبت بنودها في أروقة البيت الأبيض، لكن تبقى لـ دمشق ومحورها المقاوم، وتبقى للشعوب المقاومة في سوريا وفلسطين، كلمة الفصل التي ستؤدي إلى إحداث شرخ في بنود الأجندة الصهيونية، وستُقلب الطاولة على أولئك المطبعين الجُدد.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...