عبدالرحيم قصاص: فكر وفقر

إيطاليا تلغراف

 

 

 

 

بقلم: عبدالرحيم قصاص

 

 

جميع الدول العربية يجب أنّ تحارب الفقر لتصنع الفكر.

المقدمة:

من منا لا يعرف إسحاق نيوتن وفضله على البشرية في مجال الرياضيات والفيزياء، فهو من اخترع التليسكوب العاكس في عام 1668، وحساب التفاضل والتكامل وقوانين الحركة الثلاث وقانون الجاذبية، وقصته الأشهر سقوط التفاحة على رأسه بشكل عامودي.

وأيضًا جميعنا نعلم من هو أبو البشرية وأم البشرية أبونا آدم وأمنا حواء، وسبب نزولهم على الأرض، فـ كانت جميع ثمار الجنة أمامهم ما عدى شجرة واحدة فقط وهي شجرة تفاح، فقد وسوس لهم الشيطان ليأكلوا منها، وكان نزولهم على الأرض سبب لوجودنا نحن.

فقر وفكر، هو مغذى الحديث، جميعنا نعرف قصة نيوتن وسقوط التفاحة، هل سألت نفسك سؤال ماذا كان مصير التفاحة بعد سقوطها، من المحتمل بأنه لم يأكلها، ومن المحتمل أحتفظ بها ليذكره آلاف من البشر أو ملايين سقط على رأسهم ثمرة تفاح، ولكن الفرق بأن فقرهم لم يتح لهم المجال في التفكير في المدى البعيد، كل ما فكر فيه بأنها رزق من الله وعليه أن يأكلها ليُسكت جوعه.

الذي أريد أنّ أشرحه هو أنّ نيوتن وضعه المادي والحياة الكريمة التي كان يعيشها، سمحت له بأن يفكر ويبحث حتى يصل الى ما وصل اليه، نحن الأن جميعنا في حالة وباء وحالة حرب وانهزام وانكسار وضعف، نحن لدينا المفكرون والعباقرة والعقول القادرة على الوصول، إلى ما توصل اليه نيوتن، لماذا الفقر يقتل الفكر؟.

جميع الدول العربية يجب أنّ تحارب الفقر لتصنع الفكر، جميع حكوماتنا تسير على مبدأ الفقر يقتل الفكر، فهذا أبسط حق من حقوقنا أنا وأنت وهي وهو؛ من حقنا أنّ نحلم بأن نكون رؤساء ووزراء وشعراء علماء ونسعى ونكافح الى الوصول.

وكذلك أبونا آدم وأمنا حواء، كانوا يعيشون في أفضل نعيم عرفته البشرية وهو نعيم الجنة، ومع ذلك أرادوا لهم بأن يأكلوا من ثمرة التفاح، وهذا كان سبب وجودنا على كوكب الأرض، وكان نزولهم على الأرض عقاب لهم ليغفر الله لهم، فأفكارنا تحمل لنا العقاب والثواب.

اجعلوا أفكاركم ثواب لكم ولا تجعلوها عقابا لكم، “فكّر” ففي الفكر حياة، وقد ميزّنا الله عن الحيوانات بالعقل والفكر فأبدع بما ميزك الله به.

في النتيجة، لا تحاربونا في جوعنا لتدمروا أفكارنا، فمثل ما اخترع ستيف جوبز من قضمه التفاحة شعاراً لشركة أيفون، الذي غير مسار حياتنا في التكنلوجيا وتطوره لتصبح من أوائل الشركات على مستوى العالم في مجال التكنلوجيا والهاتف المحمول، سيكون التاريخ لنا والحضارة لنا والطب والعلم والفكر منشأه نحن.

معاً لنبني مستقبل فيه فكر ولا وجود للفقر.

إيطاليا تلغراف


شاهد أيضا
تعليقات
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء اصحابها وليس عن رأي جريدة إيطاليا تلغراف.
تعليقات الزوار
Loading...